كنت قد تعرضت لعملية التحيل التي تعرض لها عمي بتواطئ من الأعيان... عملية دنيئة تمكن على إثرها مجموعة من المُخادعين من الإستيلاء على جزء كبير من عمارة عمي =
طبعا رد فعل العايلة كان عنيف و كل حد تحرك حسب قوة شخصيته و إمكانياته و ذكاءه:
فينا شكون ما تحملش القهر و قرر باش يْــخَـــرّج هـــالطغاة بالقوة... لكن طبعا هذا أمر شبه مُحال بسبب نفوذهم و علاقاتهم المشبوهة و تواطئ الأقوياء معهم...
و فينا شكون طالب بإستعمال الحيلة و طلب إستئناف الحكم الصادر مالمحكمة و توخي الطرق القانونية لفك المسألة... لكن هالحل جـــُوبِهَ بموجة رفض كبيرة... بحكم اللي أغلب أفراد العايلة كانوا وقتها في حالة غيض و هياج... و مستهينين بقوة هالسُراق وفاقدين الثقة في الشرعية اللي سلبتهم حقهم...
وفينا شكون حس اللي هو غير معني بهالمشكلة أصلا و أكتفى بالتفرج من بعيد...
وفينا شكون وصلت بيه قريحته و طرافة تحليله إلى حد المُطالبة بنسيان هالمُشكلة و طالب أفراد العايلة باش ما يـــدّخلوش... و يتركوا عمي يفارع هالعفاريت لوحده... متناسيين حجم المساندة و الدعم الي يتلقاها سارقوه من أطراف ما عندهم حتى صلة بالنزاع ...
ردات الفعل في العايلة كانت , إذا, في غالبها تعبر عن فترة بهتة , حيرة, تشنج و صدمة... و ما كانوش يتوقعوا أنو ما خفي كان أعظم =
هالمُـــتحيلين اللي أستولوا على رزق عمي ... حلاتلهم اللعبة و طلعوا بطَـــلــعة كالـــهـَــبطة : قالوا اللي عندهم ما يـُــثبت اللي جدهم الأول هو المالك الأصلي للأرض موضوع النزاع واللي سي جـــدهم دفــن هــالدليل في أساسات العمارة...لذلك ... هم بكل بساطة عاقدون العزم على تَـــمَـــــلـُــــك جميع العمارة... باش يطيحوها و من بعدها باش يبـــربشوا في أساساتها لين يـــطـَــلْعـوا هـــالدليل المدفون... أي نعم... تصوروا حجم الوقاحة... شيء يشيّــب الراس و ينَــطَـــّــق الحجر...
الحاصيلو, أمام حيرة عايلتي و ردود فعلهم المتشنجة و بإيعاز و تواطئ من أصحاب النفوذ و السلطة... قام هالسراق بطرد جميع مُتساكني العمارة غصبا و أستــولوا على شققهم و محلاتهم و على الرصيف اللي مقابل العمارة ... وأصبحت العمارة كُــليا ملكهم و بمباركة الجميع...
هنا , زادت حيرة العايلة و زاد تشتتهم و أصبحوا في حالة يأس و تكونتلهم عقدة نقص و قلة ثقة في النفس...
لكن وفي غمرة هاليأس , إستنهضت مجموعة من أولاد عمي جهودها و قاموا بإسترجاع الرصيف بالقوة... و اللي حضر لهالعركة يأكد الي كانوا وقتها قادرين باش يفضوا هالمشكلة نهائيا و يسترجعوا العمارة بكاملها...
لكن للأسف مُركب النقص كان أقوى ... حيث هب واحد من ولاد عمي اللي ما نتشرفش بيه بالكل... هب معتقدا أنه جاب الصيد من وذنه لأنه إسترجع " تروتوار" ... لـــسعـــه الغرور... فقام بقلب جميع الأوراق بخطوة طـُـــفــــولية إنتهازية ساذجة وغبية ... و خَـــرّ مُـــطالبا الصفح و الصــُلح من المعتدين على رزقه... مستلمسا عطفهم... نافخا في صورتهم ... مُــــغلبا لمصلحته الذاتية.... فاتحا الباب أمام المارقين و الوُصوليين للسير على نهجه...
كانت تلك الخطوة التي قصمت ظهر البعير... زاد الشتات بيننا و تعمق الشعور باليأس... فأصبح منا من يتزلف للحصول على مِــنـّـــة من سارقينا... و يتـــكالب للفوز برضاهم ...نعم... لقد وعدهم المُجرمون بأن يعيدوا لهم محلا أو إثنين من الطابق السفلي للعمارة إن أثبتوا رضوخهم ... تفانوا في ذلهم... و تخلوا عن شرفهم....
تخلـّـت العائلة عن حقها ... ... تنـــاس بعض أفرادها ملكيتهم لجميع العمارة و بات يطالب بجزء صغير منها ... أما أنذلهم , فأصبح يتكالب للفوز بعقد كراء لإحدى محلاتها.
3 commentaires:
Jolie facon de decrire notre nakba en palestine
Kbar el 3ayla Bouhalia, we wled 3ammek mézélou niya.
Chapeau 3ammi Free,
Cela me rappelle السقا مات. Je crois que tu ferais un bon romancier.
wassalam
Enregistrer un commentaire