تدوينة طارق الكحلاوي حول إمكانية ضربة قادمة لإيران , أخذت إتجاه آخر في التعليقات بعد إشارة عمروش لفرضية وجود علاقات إيرانية صهيونية...
رغم إختلاف الآراء حول مدى صحة هذه الفرضية , فإن الثابت هو تشـــعـُــــب و غـُــموض علاقات الكيان الصهيوني ... و سعيه الدائم للإندساس في إقتصاديات الدول العربية بالطرق المُــــلتوية...
رغم بلوغ علاقات الصهاينة مرحلة متقدمة مع العديد من الدول العربية... إلا أن المثير للدهشة هو الأشكال الملتوية التي يحاول بها الصهاينة ترويج منتوجاتهم ... كالتخفي بإسم شركات عالمية أو تعمد إخفاء المصدر الحقيقي للبضاعة...
كمثال على ذلك =
قبل عيد الفطر بأيام , إنتشرت بالأسواق الموازية للجنوب التونسي مشروبات غازية غريبة الشكل و السعة ( لتران و ربع) و بثمن جد منافس (1,5 دينار) ... يبدو أنها من أنتاج أحد نيابات كوكا كولا في ليبيا مثلما يظهر في الصورة التالية:
لكن , هناك أمر مـُـــحير: ما هو المصدر الحقيقي لهذا المنتوج
Quelle est l’origine de ce produit ?
Le code à barres inscrit sur ce produit indique que l’entreprise productrice est affiliée en Belgique ou Luxemburg…pourtant, il est indiqué ,sur l’enveloppe, que ce boisson a été produit à Tripoli.
Ceci n’est pas contradictoire, parceque le code à barres ne désigne pas le pays de provenance de produit. Il indique seulement le pays de l’affiliation de l’entreprise :
إضغط على الصورة للتكبير
Les numéros débutant par 54 désignent
Ce qui accentue ces doutes sur l'origine de ce produit, c’est cet article publié sur le site pdpinfo.org, le 4 octobre 2007 par moez jmaii :
و بإلحاحنا على بعض التجار لمعرفة طريقة وصول هذه المنتجات إلى السوق ،أجابنا السيد (مختار.ج) عن بعض تساؤلاتنا و أعلمنا بأن هذه المنتجات يزودهم بها تجار الجملة في "بن قردان" جالبيها من "الجماهيرية الليبية" و أن موزعها الأصلي شركة "الخليج للإستراد التصدير" الأردنية.
بدون أي مغالطة و تحرج أكد لنا السيد (سالم) بأن هذه الشركة الأردنية تستورد كل البضائع مثل قوارير "كوكاكولا" من الكيان الصهيوني وتقوم بتوزيعها في أسواق (مصر، سوريا، ليبيا، تونس...).
قد يكون هذا الخبر مــُــجرد إشاعة ... فليس هناك أي دليل قاطع عن المصدر الصهيوني لهذا المنتوج...
كوكا كولا كرمز للرأسمالية... تعرض لها شيخ إمام في أحد أغنياته الساخرة و تعرض لها المخرج "باكر" في أروع أفلامه " وداعا لينين "...
لكن خرافة "كوكا كولا" أصبحت اليوم مُـــملة ... لأنها أصبحت خـُــــرافة دَوْريــّـــــــة يعلو صداها دوريا بشكل عاطفي إنفعالي و سطحي كلما تعرضنا لمسألة العلاقات مع الصهاينة... فتحولت علاقتنا بكوكاكولا إلى طـُــــرفة يـــتـــنــــدر بها دعاة التطبيع أستهزاءا من تقلب مزاج العربي و سطحية تحليله في تعامله مع قضاياه القومية...
خلاصة القول, إيراد حكاية كوكا في الأسواق الموازية التونسية ... ليس من باب الحنين لـلـــخطاب الأنفعالي الذي راج حول مقاطعة المشروبات الغازية والحليب و الأجبان للقضاء على أعداء العرب ... بل هو مجرد مصادفة جاء من باب الأستدلال على الطـُــــرق الملتوية التي راج عن الصهاينة أتباعها في علاقــــــاتهم الأقتصادية و السياسية... إذ تبقـــى هناك فرضية تــــــطــــرح نفسها بقوة :
هذا المـُــنتج يمكن أن يكون صهيوني المصدر...مـُـــــسجل ببلجيكيا للتمويه ...قصد تسهيل ترويجه بالبلدان العربية و التي من بينها تونس.
حسب الموضة التطبيعية , سيقول القائل: ما الضرر في ذلك؟
تجنبا للدخول في خطاب سياسي , و في الإجابة على هذا السؤال الإنبطاحي : يبدو أن لا ضرر في ذلك سوى تهميش و أعتداء على حق المـُــستهلك في معرفة المصدر الحقيقي للمنتوج ...
و بما أن العالم قد تغير... و أصبحت دعوات المـُـــقاطعة خطابات يعتبرها " العـُــقلاء" خطابات "زواولة" و غير مـُــجدية... سأتجنب التعليق على هذا الموضوع ...و أكتفي بطرح أسئلة:
لماذا يعتمد الصهاينة طـُــــرق ملتوية لترويج منتوجهم؟ أليس في ذلك نوايا مـُــــبيتة ؟ أليس في ذلك دليل قاطع على الرفض الشعبي العربي لجرائمهم ؟ أليس من حق المستهلك أن يعرف مصدر المنتوج الذي أستهلكه ؟
لماذا لا يكتبون على بضائعهم " صُـــنع في الكيان الصهيوني" و يتركوا للمستهلك حق الأختيار؟