dimanche 14 mars 2010

نـــــشرة أخــــبار الوقــــــــــت الضائع

لا ريب أن موضوع " التهنئة الرسمية " يعتبر من أهم الأحداث الوطنية التي تشغل دوريا إنتباه المحللين للشأن العام الوطني , لا تمر مناسبة دون التطرق لموضوع " التهنئة الرسمية " .. و هو موضوع متجدد و طارئ ... .. لذلك يتـــصدر دوريا محور العناوين الرئيسية للأنباء

إرسال رسالة تهنئة, تلقي رسالة تهنئة بـــمناسبة من المناسبات السعيدة , مواضيع لا يمكن أن تمر دون أن تشغل بال متتبعي آخر التطورات المؤثرة على الساحة ... و دون أن تلهم قريحة رؤساء تحرير نشرات الأنباء , الذين لا يفوتون الفرصة لشد إنتباه المشاهد و حفزه على عدم تغيير القناة...

يلوم المتتبعون على صحافيي نشرة الأخبار في إذاعة و تلفزيون , يلومون عليهم بحثهم عن الإثارة و السبق الصحفي , حيث يبرعون في إثارة المتفرج بأخبار التهاني المشوقة حال حدوثها ... لا يتورع قارؤو الأخبار في كشف خبر إرسال رسالة تهنئة حتى قبل أن ترسل .. حيث يحفظون تواريخ البروتوكولات الرسمية عن ظهر قلب: لذلك تراهم متحفزين كلما قرب العيد الوطني لدولة كذا و إمارة كذا , فيتصيدون السبق : و يعلنون خبر إرسال التهنئة قبل أن تكتب

لا تمر ساعة دون أن يطور مبدعو "صحافة التهاني" من أدائهم , إستقرأ أساتذة هذا الميدان الدور المرعب للرياضة في التأثير على الحقل السياسي , فأصبحوا يتصيدون خبر إرسال تهنئة سامية إلى الفريق الفائز بالنهائي ... حتى قبل النهاية الرسمية لزمن المباراة : أي حال أن يعلن الحكم عن تلك " الـــدقيقتان فقط " : و هي مدة الوقت المفقود المأسوف عليه, الذي يعتقد البعض أنه مجرد وقت إضافي بدل الضائع

mardi 9 mars 2010

نحو مـــحاسبة إدارية للـــــــموظف المــــــكــــــلــــف بالــــحـــجـــب

ماذا لو كان السيد الموظف المسؤول عن الحجب بصدد تكرار خطأ مهني بقنصه المتكرر لأصوات معتدلة و رصينة ؟

ماذا لو كان خاطئا في تقديره لسقف الحريات المسموح به ... ماذا لو كان يرتكب في هفوة تجاوز الصلاحيات ؟ ماذا لو أثار سخط أعرافه بسبب سوء إستغلال السلطة .. و سوء التصرف .. و ظلمه و تجنيه على أبسط حقوق المواطنين ؟

حجب المدونة البديلة لطارق الكحلاوي تثبت أن العملية مشخصنة و فيها محاكمة للنوايا ... لئن كان لحجب المدونة الأولى بعض التفسيرات ( و ليس التبريرات) ... فإن حجب المدونة ثانية , و هي في المهد , يعد بحق تجنيا صارخا صادما لا لبس فيه على حق تونسي في التعبير.

لئن تعددت المبادرات للإحتجاج على سياسة الحجب , إلا أنها لم تزد هؤولاء الموظفين سوى إمعانا في سوء إستغلال الصلاحيات التي منحتها الدولة لهم ... لذلك بات من المجدي الإتصال المباشر بوزارة الإشراف لإبلاغها عن هذه تجاوزات بعض موظفيها ... لأن فرضية سوء التصرف و عدم علم أعلى هياكل الإدارة بتفاصيل ما يجري على الساحة التدوينية يبقى قائما ...لقد قالوا أن " الحق معاك " ... و أنه بالإمكان التظلم من تجاوزات بعض الإدارات ... و أن الأخطاء , إن وقعت , ليست سياسة عامة بل هي غالبا سوء إستغلال سلطة أو تقصير أو خطأ مهني قابل للتدارك...

إنطلاقا من هذه الفرضية ... لم لا يتم إعتبار أن الموظف أو الهيكل المكلف بالحجب قد أخطأ في أداء مهمته وأنه قد حان الوقت لمحاسبته إداريا : لقد كلف هذا الموظف بحجب بعض المواقع التي تحض على العنف أو الكراهية ( ليس في هذا قبول لأي نوع من الحجب بل هو محاولة لتوصيف حال قائم) , فراح يقتطع على هواه كل نفس حر : ربما يعود ذلك لعدم أهليته لشغل الوظيفة الي كلف بها ...

قد يدفع رفع أمر موظفي الحجب إلى الهياكل الإدارية العليا سبيلا لمراجعة دورهم .
قد يدفع التظلم لدى مكاتب العلاقات مع المواطن من جور موظفي الحجب سبيلا يدفع أصحاب القرار لتوبيخهم أو مراجعة صيغة عملهم... خاصة و أن "أصحاب القرار " قد تلقوا أوامر صارمة بفتح الأبواب و التعامل بشفافية مطلقة مع المواطن ...و الحزم في تحمل المسؤولية و سرعة إتخاذ القرار, بشكل يشرف صورة الإدارة و لا يشوهها على طريقة "عمار" الحالية.

لئن بدت هذه الرؤية في التصدي لجور موظفي الحجب ساذجة , فإنها تبقى - و لو بنسبة ضئيلة – قائمة ... و لا بأس من إنتهاجها كسبيل مواز للنهج الإحتجاجي و التصعيدي... فهذا المنهج إن لم ينفع , فلن يضر : بل هو سبيل من سبل المطالبة بالحقوق

vendredi 26 février 2010

بــــين "الحضوة الخلاقـــة " و " الحضوة الهدامة " في برامج "الحق مع سامي "

في تعليقه على مشروع إستثماري ضخم شيده أحد المتنفذين, قال أحد المتتبعين للشأن العام أن ذلك المشروع ما كان ليرى النور لو كان باعثه غير ذي سطوة و نفوذ ...سطوة أهلته لأن يتجاوز بعض النصوص القانونية و العراقيل البيروقراطية التي كان يمكن أن تكون حجر عثرة أمام مشروعه.

التحلي بقدر قليل من الديبلوماسية و اللياقة , يجعل صاحبها يتخلى عن كلمة "سطوة " و يعوضها بـــــــ"حضوة "

يبدو أن من بين شروط نجاح بعض المبادرات الإقتصادية ( مشروع إستثماري ضخم) و حتى الإجتماعية ( نشاط جمعياتي بارز و مؤثر ) , الحصول على " حضوة " لدى أصحاب القرار... " حضوة " تؤهل صاحبها لأن يتجاوز العراقيل البيروقراطية.. و تسهل له النفاذ بين الثغرات القانونية و الإجرائية التي قد يتفنن بعض الموظفين في إستعمالها لقتل بعض المشاريع و هي في المهد.

يبدو أيضا أن هذا المبدأ قد بدأ يستشري في الميدان الإعلامي : بين الفينة والأخرى : تطفو على الساحة الإعلامية الناعسة فقاعات مبشرة بحراك جزئي : و هي برامج تلفزية , و إن حركت ظاهريا المياه الراكدة : لكن يبدو أنها ما كانت لترى النور لولا تلك " الحضوة" التي يحضى بها باعثو هته البرامج ...هذه "الحضوة" التي لا مانع في وصفها هنا بالــــ "الخلاقة" : لأنها مكنت أحيانا من خلق ببرامج لها بعد توعوي تحسيسي بنـّـــاء مثل برنامج "الحق مع سامي"... و هو برنامج يقال أنه قد أزعج بيروقراطيي البلد الآمن... بل و أودى بالمستقبل المهني للبعض منهم ...

إلا أن هذه الحضوة الخلاقة قد تحولت في عديد من الأحيان الى "حضوة هدامة" : إذ أرتج على المشاهد التونسي الملتف كل ليلة في إطار عائلي أغلبه محافظ , أرتج عليه ببرامج رديئة, كاريكاتورية سيئة المضمون , جيدة الصورة و الإخراج , تتاجر بمشاعر البسطاء و تتلذذ بعرض خصوصياتهم على الملأ... و أصبح معدو هذه البرامج يتفننون في إصطياد الحالات اللاأخلاقية البائسة و لا يتورعون في إبراز شخصياتها في شكل أبطال : فــــتحول " الشبروش" من "مطلوب للعدالة بتهمة التغرير بقاصر" إلى " روميو البطل" الذي يجابه الصعاب ليواعد بنت الجيران القاصرة على ضفة الوادي المعزول..

لقد تحول الأمر إلى كارثي بعد أن أصبح الخطاب الذي تبثه هذه البرامج ذو بعد تمييعي مقيت , يستخف بالأبجديات الأخلاقية لعموم المشاهدين ( الحلقات الأخيرة لــ المسامح كريم ) و لا يتورع في الدفاع عن تصرفات يجرمها القانون المدني قبل القانون الديني أو الأخلاقي

حينها بئس هذا "الحق" الذي "معاك" أنت فقط يا سامي : بئس هذا الحق الذي منح لك و حرم منه غيرك ... حرمت منه طاقات أخرى قد تكون لها أصوات خلاقة منافسة لنشاز بعض منوعاتك ... طاقات عديدة خلاقة -لا تعوزها سوى " الحضوة "- حرمت جزافا من الحق الذي منح لك ... فكان أن أغتنمت الفرصة لتقوم بتحويل قناة وطنية عمومية إلى "قناة الصبار الخاصة غير المعلنة" ... من فرط ما حشرت به تلك التلفزة العمومية من برامج يومية في الأوقات حساسة التي تغدق ثوانيها ذهبا على محتكريها

الأمر سواء مع قناة برلسكوني أيضا , يقال أن خطاب القناة يشبه شخصية ممولها ذلك الإيطالي الموصوف بإنفصام الشخصية وإنعدام الوازع الأخلاقي...خطاب القناة جاء مشابها لصاحبها في إنفصامه : خطاب ,في ظاهره, يستنزف جهودا شاقة للظهور بوجه تلقائي مرح ممزوج بلمسات حالمة تدغدغ أحلام المغاربيين في الوحدة و التقارب,,, و في باطنه برامج تجارية تافهة أقصى غاياتها الميوعة و المجون و التربــح من عائدات الإشهار لشركات الإتصالات و الياغرت المغاربية... خطاب القناة خلـّــف "نقمة" – كما يحلو للبعض تسميتها - ... خلف نقمة من ساقه سوء الحظ لمشاهدة بعض البرامج اليتيمة المؤثثة للقناة و التي لازالت تبحث دون جدوى عن رفع نسبة المشاهدة. القناة لا تخلو من ترهات لا يمكن أن تدخل صالون عائلة مغاربية دون أن تخلف بهتة و ريبة من تفاهة منشطيها و إنحطاط معجمهم الخطابي.

حين تتحول الفدلكة البليدة لمرتادي الحانات الشعبية إلى لسعات تدخل البيوت المحترمة دون إستئذان...

حين يتم إحتكار الصوت و الصورة , دون منح الحق البث للجميع ووفق ظوابط شفافة تتطبق على الجميع...

حين تتوالد الأصوات الناشزة و تحجب الأصوات المعتدلة...

حينها وجب رفع عدة علامات إستفهام مدروجة ببطاقات صفراء و حمراء