من خلال الإطلاع على بعض التحاليل لزيارة الرئيس الفرنسيNarvozy لتونس... لفت نظري أن بعض المهللين..عفوا...المحللين يستعملون لفظ " حماية " للدلالة أو الإشارة للإستعمار الفرنسي... إستعمال هذه الكلمة يُعد فعلا غير واع و تنكرا للتاريخ... كلمة " حماية " إبتدعها المُستعمر و أذنابُه لتسمية معاهدة ماي 1881 و ذلك لإضفاء صبغة ديبلوماسية على جُرم الإحتلال ولتبرير أنتهاك عرض بلد ظهرت فيه بوادر حركات إصلاحية...
التمادي في إستعمال هذه العبارة كناية عن الإستعمار يُعد ضربا من الغباء و
تجنيا على الحقيقة... " الحماية" وصف ودود... عبارة حُبلى بالمعاني الإيجابية... مُتغاضية عن الأهداف الشيطانية...توحي بأن الفرنسيين بغزوهم , قد أنقذونا من الضلال...
رغم ذلك, فإن وسائل الإعلام الرسمية عادة ما تتغاضى عن أستعمال كلمة " إستعمار" ...لما لها من أبعاد سلبية... نعم... اللغة الخشبية أمتدت للقفز على مساوئ التاريخ و إظهارها في شكل رومانسي... في محاولة مضحكة للتزلف لبعثات الديبلوماسية الفرنسية.
قد يعتبر البعض, أن هذا الأمر شكلي و أنها مجرد تسمية خالية من الخلفيات... نعم... قد تستعمل هذه العبارة عن جهل أو تناس... إلا أن الأقرب إلى الصواب هو عدم التغافل عن هذه الجزئيات , وفاءا للتاريخ و أحتراما لذاكرتنا...
زد على ذلك, فإن للتسميات و المصطلحات أمر بالغ الدلالات يختزل أحيانا أيديولوجية و أفكار مستعمليها... لذلك , ترى مثلا, برلمانات الدول التي تحترم شعوبها, تستنزف الكثير من الوقت و الجهد للنقاش حول دلالات عبارة أو تسمية...
و لله الحمد, فإن تأثير عقدة الإستعمار يُعتبر, في تونس, ضئيلا بالمقرنة مثلا مع الإخوة الجزائريين... فنحن نعتبر أن هذا الإستعمار, جزء من تاريخنا نتعامل معه بكل أريحية و موضوعية, دون أحقاد أو مخلفات...لكن أن يتم التناسي , التهاون أو التلاعب بمفردات التاريخ ... فذلك أمر لا يدل على فطنة الفاعل.
5 commentaires:
لا طبعا ليست عبارة محايدة... و فعلا استعمالها الراهن يعكس أبعادا سياسية واضحة ترجع تحديدا لأواسط الستينات عندما قام الراحل بورقيبة بجهود متناسقة لإعادة تطبيع قوي للعلاقات التونسية الفرنسية... و للأسف هي عبارة مستعملة من قبل مدرسة تاريخية تونسية حافظت على استعمالها في الأوساط الأكاديمية مقابل رفض مدرسة أكاديمية أخرى (عززت وجودها في العشرية الاخيرة) رفضت استعمالها... و طبعا ليس من الصدفة أن رؤية المدرستين لهذه المرحلة التاريخية مختلفة... فالمدرسة الأولى تهون من مظاهر مقاومة الوجود الفرنسي في حين الثانية نجحت في تسجيله و التأكيد عليه (التيمومي، علية الصغير، الحناشي....).... لكن في المقابل تبدو كلمة "الاستعمار" غير مناسبة في الحالة التونسية لأن الاستيطان الفرنسي المباشر (و هو المعنى الأكاديمي المحدد من عبارة "استعمار") كان محدود بالرغم من بعض المحاولات الفرنسية في ذلك الاتجاه (خاصة في العشرينات)... بعكس الحالة الجزائرية المفضوحة... لكن ذلك لا يبرر الصمت على الظلم الحاصل في مرحلة الاحتلال و محاولة التضحية بالماضي مقابل حاضر غير مضمون بالضرورة... الجزائريون مثلا يقفون معا (حتى الأوساط الفرانكفونية) من أجل الحصول على اعتذار رسمي فرنسي على الجرائم الاستعمارية قبل التوقيع على اتفاقية "الصداقة" التي يحرص عليها الفرنسيون لأبعاد اقتصادية بالأساس... و بالرغم أنه لم تحدث في تونس جرائم استعمارية إلا أنه حدثت جرائم احتلال و هي جرائم بحق البشرية في جميع الأحوال... إن ذلك لا يتعارض بالضرورة مع المصالح الاقتصادية المشتركة... إن الشريك الجدي هو الذي يحترم فيك احترامك لنفسك
شكرا طارق على هذه اللمحة التاريخية, التي توضح أكثر خلفيات هذا الموضوع
C'est très rare que je suse les médias tunisiens mais je trouve que t'a raison.
ألا تعتبرون التفسير الأبسط و هو جهل الصحافيين لللأبعاد المعنوية للألفاض الذين يستعملونها (و الذين ينقلونها من مصادر فرنسية بالأساس) هو السبب ؟
Il est certain que le terme "Protectorat" a été considéré par les juristes français de l'époque comme la panacée, pour ce qui est de son acception par les "protégés" c'est en effet une autre paire de manche.En effet il y a comme le dit tarek deux écoles et là je diverge avec lui d'abord une école qui s'en tient au fait juridique international, et constitutionnel et c'est l'école qui a accepté un traité sous la menace des armes et de l'armée française stationné à la Manouba, et une école "légitimationniste" qui considére que la signature de Sadok Bey est illégitime parcequ'il n'avait aucun pouvoir de sublime porte de signer, d'ailleurs c'est cette position qui a sous tendu l'action de résistance des grands chef des tribues - commis de l'état beylical par ailleurs- Ali ben Khelifa, Ali Harrath, Ahmed ben Yoyssef,Ali ben Ammar Houssine Ben Messîî..... il est évident que les élites soient partagées entre ces 2 écoles y compris Bourguiba...et ceci en fonction de nos besoins par rapport à l'ancienne puissance protectrice. @Tarek: Il est vrai que la présence coloniale en terme d'ocuppation géographique n'était pas aussi importante mais elle l'était bel et bien il y avait un fait colonial la Tunisie est devenue une colonie car le fait "protectoral" n'avait aucun sens aux yeux des forces économiques capitaliste si celà ne se traduisait pas par un fait colonial de type impérialiste; l'illustration de ce fait c'est 2 ou 3 petites choses: La C.des ch. de fer et des ph de métlaoui ou Moktaa el Hadid, la Sté J. Jerissa, La Cie Bône Guelma, le Domaine d'Enfidha, Le domaine d'Echchaâl qui sont les compagnies emblématique du fait colonial capitaliste. wel hadith tawil mais passionnant.
Enregistrer un commentaire