mercredi 13 juin 2007

في ثقافة القمع

جاء في الطبعة المنقٌحة للمُعجم الدارج في تعريف القمع و أنواعه أن القمع هو أداة و وسيلة تستعمل للحصول على الإجماع...أي جمع ما تناثر من الشيء و ما حاد عن المسار المُسطر له...


يتمُ جمع ما شذ و تحويل وجهته نحو مسربٍ ضيق... يهدف هذا المسرب إلى توجيه المجموع و إقتيادِه إلى هدفهِ النهائي ...يكون هذا الهدفُ ,عادةً, مكانا مهيئًا لحفظ ما جُمع و يستحسن أن يكون قابلا للغلق...

كلما كان القمع كبيرا كلما أمكن له لمٌُ الشملِ و إستيعابُ ما تناثر...لذا يُنصح بإختيار النوع الأكبر لتحقيق الجدوى...

للقمع أشكال عدة...و لقد حرص مستعملوه على تطويره و الإرتقاء بأساليبه عبر الحِقب... إلا أنه و بتطور الفكر الإنساني و حرصا على الظهور بمظهر حضاري... أصبح البعض يتبرأ من إستعماله في المحافل العامة و ينكر الإلتجاء إليه... فكان أن إبتكر هؤلاء القمع الشفاف قصد إستعماله خفية...إلا أن هذه اللعبة باتت مكشوفة للجميع...فنظرة متأنية على أوانيهم , تكشف أنها ملأى للنخاع كما أن مجالهم نظيف تماما من أية قطرات شاذة عن السرب...أيُعقل ذلك دون إستعمال القمع؟؟...

لقد حاول البعض الوقوف ضد موجة التنكُر للقمع... فأبتكروا القمع الذهبي و جاهروا بإستعماله....كما شددوا على ضرورة المحافظة عليه و بالغوا في التذكير بفوائده ...إذ يرونه وسيلة للحد من الخسائر وجبر الأضرار المُحتمَلة ...و قد وصل هوس البعض بهذا التٌمشي, إلى التنافس على تشييد مصانع القمع في الجزر النائية و الأماكن السرية...

يرى معارضو القمع... أن لا جدوى له... فبعض الأشياء ليست للجمع ... و ستتسرب حتما حتى بعد أن نُفني الجهد في... قمعها..

1 commentaire:

Tarek طارق a dit…

حلوة حكاية "القمع" هذية.... يعطيك الصحة على هذا السرد التاريخي التحفون