dimanche 3 août 2008

مدى الحـــيـــاة ... تـــتـــداول على رئــــاسة الحــُـــكم

يبدو أن مؤتمر التـــ-حدي لم يحقق المطلب الشعبي الذي يدغدغ المشاعر المرهفة لعموم للتونسيين :

إنه المـُـــطالبة بــــرئاسة مدى الحياة..

لقد حققت تونس بفضل حكمة القيادة قفزة رهيبة لامست بها ضفة الدول المتقدمة.. حتى وإن لم يضمن النماء الإقتصادي الشغل للجميع , فإن هناك سدود وبحيرات جبلية في صدد الإنجاز... كما تم تزويد القرى بالماء الصالح للشراب و تم تعبيد الطريق الرابطة بين بعض الجهات.. و بلغت نسبة التمدرس في المناطق الريفية نسبة عالية.. و أنتشرت مراكز محو الأمية للكبار.

أما عن مناخ الحريات, فالقاصي والداني يشهدان بثراء الساحة الإعلامية بالقنوات و الإذاعات الخاصة... وعلى رأسها موزاييك و جوهرة و حنبعل .. كم ستزدان الساحة الإعلامية بحنبعل الشرق.. التي سيؤثث فيها "علاء الشابي" حصة مباشرة يكشف فيها لماذا تخلى حمادي عن زوجته بعد أن إختلفا حول تسمية إبنهما البكر... و سيحاول علاء في حصة مباشرة أن يجمع شملهما و يقرب بينهما أمام مرأى ومسمع جميع التونسيين في حصة درامية تجمع بين الجرأة و الصراحة والشفافية.

إن الواجب يفرض على كل تونسي أن يعترف بالجميل.. فتنطلق شرارة من قلب كل غيور تطالب القائد بمواصلة مسيرة البناء... نطالب بأن تواصل معنا المشوار مدى الحياة... و هنا وجب أن نقر بأن هذا المطلب دستوري حتى النخاع ... ولعل الحجة الدامغة على أن الرئاسة مدى الحياة لا تتعارض مع أحكام الدستور هي ما جاء على لسان السيد الوزير زهير مظفر بأن "التداول نتيجة للانتخابات وليس سببا لها"..( جريدة الصباح - 01 أوت 2008).. كما ضرب السيد الوزير للتدليل على صحة كلامه مثل الحزب الاشتراكي السويدي و حزب العمال البريطاني اللذان تربعا على عرش الحكم لعدة عقود متتالية محتكمان إلى صندوق الاقتراع..

كما نستدل أيضا بقول السيد الوزير بشير التكاري ( نفس المصدر السابق) حين أكد أن مسألة التداول على السلطة "تعني تنظيم الانتخابات بصورة شفافة وديمقراطية ودورية، وهو لا يعني البتة، انسحاب قوة سياسية قائمة وحاكمة من مباشرة السلطة نزولا عند بعض المطالب السياسية".


إنطلاقا من هذه الحجج الدامغة , و بناءا على فلسفة السادة الوزراء.. بات من السهل المطالبة بالرئاسة مدى الحياة مع الحفاظ على مبدأ التداول على السلطة ... وذلك بتنظيم إستفتاء نستشير فيه الشعب حول رأيه في رئاسة مدى الحياة بصفة إستثنائية للقيادة الحالية... وهكذا فإن تشريع رئاسة مدى الحياة بناءا على الإستفتاء سيحقق فلسفة "التداول نتيجة للانتخابات" ..

و للمحافظة على مبدأ التداول .. فإن "مدى الحياة " هذه سيتم تطبيقها بصفة إستثنائية عرفانا بالجميل لا غير ... ثم نعود للعمل بأحكام الدستور إنطلاقا من الرئيس القادم..

. لعل التظاهرات الحاشدة في قفصة و القصرين و سائر أنحاء البلاد.. و التي شاهدها كل التونسيون بأم أعينهم في نشرة الأخبار في قناتنا الوطنية.. تظاهرات تبارك قبول القيادة بالترشح للرهان الإنتخابي القادم.. تظاهرات تأشر على أن هذا الإستفتاء أصبح أمرا ملحا وذلك حتى يكتمل المشهد : مشهد القيادة الملهمة التي تستجيب إنصياعا لإلحاح الشعب ..

وهكذا فإننا نكون قد ضربنا عدة عصافير بدون أية حجارة : إعترفنا بالجميل للقيادة..حققنا منى الشعب... حافظنا على مبدأ التداول على السلطة .. كما حققنا الوفاء لمبادئ بيان 7-11-87 ...فلا مجال لرئاسة مدى الحياة ....فقط ... إنها مـُــجرد "مدى حياة" تتداول على الحكم.

2 commentaires:

Anonyme a dit…

مدى الحياة اللتى تتداول على الحكم
بطريقة لا غبار عليها "خليقة والا صنيعة" وهل ستبقى لمدى حياة الحاكم او المحكوم ؟

FREE-RACE a dit…

@ARABICA
ستبقى مدى حياة المحكوم
فالمعلوم أن الحكام أعمارهم دوما طويـــــــــــــلة