lundi 6 juillet 2009

لا خــــــوف بـــعـــــد الـــــيـــــــوم



لا خــــــوف بـــعـــــد الـــــيـــــــوم

شعار رفعه البعض أواخر القرن العشرين في تونس ...

حينها كان العديد يلتفون حول التلفزة عشية كل يوم أحد , حول قناة تبث من لندن سماها صاحبها "المـُـــستقلة" .. و أطنب في وعود زهرية بالإستماتة في الدفاع عن الحرية و إيصال صوت من لا منبر له...

حينها طل علينا برهان بسبس كل يوم أحد عبر الهاتف.. ليردد أن "لا خوف بعد اليوم"... و ليسترسل في جمل إنشائية مـُـنسقة و شعاراتية تُطـــــرب السامع و تدافع عن مبادئ إنسانية ... و تنتقد بشدة سلوكيات رسمية...

خــُــــــيـّـــل للمتفائلين من متتبعي قناة المستقلة حينها أنهم حيال نفس جديد لا رجعة عنه... و أن صوت الحقوقيين في تونس قد إتخذ مجرى أشد وضوح... إستغلال "البارابول" و التكنولوجيات الحديثة... و دخول البيوت من الباب الكبير... المعلومة باتت تصل المواطن دون رقيب.

رويدا رويدا... إنتقل صوت رافعي الشعار في قناة المستقلة نحو أولويات أكثر أهمية... باتت القناة تنبش في مواضيع أشد خطورة و أكثر جدية و أكثر ملامسة لواقعنا و أكثر آنية : تارة تبحث في تاريخ آل سعود حفظهم الله و رعاهم وزاد في بترولهم... و طورا تنبش في فكر الإمام العلاّمة الناطق بأمر الله فـُــلان قدس الله ثراه...
أمـّــــا برهان , النجم البارز في القناة المــُــــتمردة آن ذاك , فلقد قيل أنه أنتدب في الوظيفة العمومية بأجر قار و محترم ... زال عنه شبح البطالة ... لا خوف عليه بعد اليوم = فقد بات بإمكان "البانكاجي" أن يمنحه قروض مــُــــيسرة في البلد الآمن بفائض معقول.

ماتت "لا خوف بعد اليوم " قبل أن تصل إلى سن البلوغ ...بل قل أنها لم تبلغ سن المراهقة .. بل قل أنها ماتت في المهد...

بعيدا عن أسباب هذا الموت السريع ... ما يلفت الإنتباه في التجربة الجد متواضعة و الجد محدودة لقناة المستقلة في الشأن التونسي نهايات القرن العشرين: هو أنها في بداياتها قد بشرت متتبعيها بطموحات واعدة ... لكنها سرعان ما تلاشت كالسراب...

هنا يولد سؤال قد يبدو للوهلة الاولى في غير محله =

ما مدى الشبه بين حملة المدونين التونسيين ضد الحجب و بين تجارب الحملات الحقوقية السابقة التي ماتت في المهد كالـــحملة المذكورة أعلاه؟؟

إذ تعيش الساحة التونسية, هذه الايام, سيناريو يحمل العديد من الطموحات= تــــشــُــن المُــدونات و شبكة الفايسبوك حملة شعواء ضد الحجب ... الحركة تبدو غـــير مـُـــسيـّــــسة ( في بـــلـــد لا زال المخيال الشعبي فيه يــعـــتــقــد أن السياسة تـُـــهمة) و مطالبها تبدو واضحة و عملية ( رفع الحجب عن جل المواقع عامة و خصوصا "الدايليموشن" و "اليوتوب" ). و هذا ما يميزها على الحملات السابقة (التي خاضتها قناة المستقلة و غيرها في فترة ما ) و هي تجارب كانت شديدة التسيس .. و خطابها الراديكالي المـُــشهر بالسلطة كان يشكل تجاوزا مربكا للعديد من الخطوط الحمراء ( سجون الرأي, الحريات, التداول على السلطة...) ... ولم يكن يبشر بأية منافذ حوار بنــّـــاء أو تفاوضي مع السلطة ... بل يتم إدراجه في خانة بث القلاقل و تهديد النظام العام ...وذلك بخلاف مطالب الإخوة الفايسبوكيين اليوم :إذ يبدو مطلبهم في ظاهره حقوقي لكن ينطوي في الآن ذاته على جانب " يـــرئ " و "ترفيهي" ( تبادل مقاطع الفيديو على اليوتوب ). مما قد يـُـسهل للسلطة - و هو أمر جد مستبعد إن لم نقل مستحيل - ان تستجيب لهم دون أن تظهر بمظهر المتراجع أو الخانع لمطلب "حقوقي" بالمعنى الحاد للكلمة.

أسلـــوب المشاركين في الحملة الحالية للمدونين و الفايسبوكيين التونسيين يتراوح بين خط يـُـــشهــّـــــر دون هـــوادة بممارسات الحجب و يرفضها جملة و تفصيلا... و بين خط أكثر "بنفسجية" يدعو "الأب" للصفح عن أبنائه و التكـــرّم بفــتح "الدايليموشن" و "اليوتوب" لأن الــشــباب الـــتــونسي يـــريد أن يـــتــبــادل الــفــيــديــوهــات الــشــيّـــقــة و المسلية دون نية في أن يــخـلق القــلاقــل.

لكن في كلتا الحالتين = تضل مجموعة من الأسئلة المقلقة تتراوح إلى الأذهان=

هل الحملة الحالية مــُـــجرد هـــبــّـــة عاطفية و آنية و قصيرة العمر؟؟؟

البعض مستبشر بأعداد الفايسبوكيين المساندين للحملة :أليس غالب المنضمين للحملة , مجرد متحمسين منضمين لمجموعة فايسبوكية يتيمة , كآلاف المجموعات الهلامية التي لا تسمن و لا تغني من جوع؟؟؟

هل النضال الفايسبوكي مـُـــجـــد و يؤدي إلى نتائج= أليست هذه الحملة مجرد موضة تستهوي عشاق النضال الغير شاق و الغير مـُــكلف ؟؟ : يكفي أن تضغط على رابط بفأرة الحاسوب لتكون داعما لقضية شائكة؟؟؟

ما هي الخطوات العملية التالية لو تم تجاهل الحملة و هو الأمر الأقرب إلى الظن؟؟؟


ماذا لو قوبلت الحملة بالتجاهل التام؟؟؟ هل ستزيد لهيبا أم ستحتضر بمرور الأيام؟؟؟


الأيام القادمة كفيلة بالإجابة على هذه الأسئلة.

6 commentaires:

Gouverneur de Normalland a dit…

شكرا فريرايس على هذه التدوينة كالعادة في نفس مستوى الجودة

أنا أريد أن أضيف سؤال لتساءلاتك

هل أن من مشمولات المواطن التكهن بنجاح حملة أو عدمها لكي ينخرط فيها ؟

لماذا التونسي يستبق النتائج و كأنه بأدلائه رأيه اداع كل نقوده على حصان وجب أن يكون رابحا ؟

أليس مجرد التعبير على الرأي ولو فرضنا أنه لن يغير السياسة .. أليس هو مجرد غاية في حد ذاته أم استأنسنا التزحلق على كل شيء للوصول لنتائج مادية ؟؟؟

FREE-RACE a dit…

@ gouverneur

التعبير عن الرأي و المساهمة في الحملة هو امر محمود و قد يكون غاية في حد ذاتها...

لكن لو اردنا أن نكون عمليين .. يجب أن تكون حملاتنا ذات أهداف واضحة المعالم و صريحة ... و يجب ان تتكاتف الجهود للوصول غلى هاته الاهداف

كفانا من الخطابة و من الشعارات و من تنظيم الحملات العاطفية و الوقتية...

جدوى هذه الحملات يجب أن يقوم على أساس النتائج المحققة على أرض الواقع...

عملية تقييم هذه قد تقرر مصير هذه الحملات =

فإما ان نتخلى عن هذه الحملات تماما إذا ثبت انها مجرد مناسبات إحتفالية كاريكاتورية كرتونية لا تحقق الإضافة العملية ...

و إما ان نغير من أسلوبها و خطابها جزئيا حتى نضمن لها المزيد من الجدوى و الفاعلية ...

و إما ان نحافظ عليها كما هي قلبا و قالبا إذا ثبتت جدواها و نجاح مسارها


أجيب عن سؤالك الاول و أقول : أنني كمواطن سئمت من الحملات الفضفاضة ... إنطلاقا من تجارب سابقة, يبدو من السهل التكهن بنتائج هذه الحملات الدورية و العشوائية و التي بدأت تدخل في نطاق التقاليد و الروتين أكثر منها في نطاق الرغبة في تحقيق تقدم ملموس...(و قد أصبحت شيئا فشيئا تفقد إثارتها و فاعليتها... كما لم تغير قيد أنملة من سياسة الحجب المتواصلة)

يعني انني إذا لمست أن هذه الحملة قد لا تفضي لا قدر الله لنتائج ملموسة هذه السنة ... فمن باب اولى ان أنتهج نهجا آخر في السنة الموالية يكون اكثر عملية و اكثر نجاعة

Anonyme a dit…

في هاذه الحملة سوف لن تطل علينا جريدة الشروق بهبات السودان للمدونين و لا علاقة بن لادن بالحملة .....

Anonyme a dit…

يا فراس انت زادا لازمك تجاوبنا: أين أنت منه؟

FREE-RACE a dit…

@ 2éme Anonyme
:)

Anonyme a dit…

فري راس إلى متى نكتفيوا بالتساؤلات.
علاه ديما نستنوا في غيرنا يبدى
علاه ما تقولش إنت شني الخطوة القادمة
أنا ما نيش نهاجم فيك أما حرام البلوغسفار فيه برشا بلوغورات أفكارهم بناءة بالرسمي و الأغلبية الساحقة ما تسمعش بيهم بالرغم إلي استعمال الأنترنات في تونس يعتبر 'محترم'
السؤال يبدى من هنا
البلوغسفار ما عندهاش قاعدة كبيرة باش تساندها
‘إن شاء الله تكون فهمتني بالتوفيق وتدويناتك من أحسن التدوينات الحالية