mercredi 23 juillet 2008

المـُـــضحكات المـُـــبكـــيات المـُـزعجات المــُــــنــــبــــتــّـــات

فعل إحتقار المقدس الديني فعل مذموم بغض النظر عن موقفنا من هذا المقدس .. و ذلك من باب إحترام الآخر و الرغبة في التعايش الإيجابي معه.. الفطن و المتحضر هو من لا يـُــضمر تهكمه حين يعلم منزلة البقرة في أرض الهند ... ولا يبدي سخريته حين يرى ناسا مــُـــلتفين حول شعلة نار في أدغال خط الإستواء ... و النبيه المعتدل هو من لا يهزأ من "المقرونة فل" إن أفضت تحرياته المتعقلة إلى أن "المقرونة فل" فعلا تدخل في المعتقدات الروحانية والتركيبة الثقافية لطائفة ما... فأحترام الرموز الدينية للطوائف داخل مجتمع ما تعتبر رافدا أساسيا من روافد التعايش و التسامح... و التعامل مع هذه الروحانيات بتعقل و تبصر - و إن لزم بحذر- يعتبر أمرا هاما لكل من يرى أنه معتدل و ينبذ التطرف...

ليس في ذلك مس من مبدأ الحرية.. بل هو من صميم الحفاظ على مكاسب و نعمة الحرية و حماية لها من التقهقر... لأن الحرية تفترض إحترام الآخر أولا... و تفترض وجوب الحفاظ على ذلك العقد الإجتماعي الذي من المفترض أن ينظم بين الأفراد و يضمن أجواء التعايش السلمي بينهم , ثانيا.

من هنا تبرز حساسية التعرض للمقدس الديني في شكل مضحك و ساخر ... فالإضحاك أمر نسبي .. ما يضحك زيد قد يثير حنق عمر.. وذلك وفقا لثقافة المــُــــتقبل , ووفقا لمضمون النكتة و معانيها الخفية و المـُـــعلنة.

إنطلاقا من هذه النسبية.. يبدو من غير المعقول أن يــُــلام البعض على عدم تجاوبهم مع تدوينات يدعي أصحابها أنهم "هزليون" أو أنهم على درجة من الذكاء الخارق, و أن تدويناتهم حاملة لبعد ساخر و نقدي لا يفهمه إلا النبهاء...

بدل إتهام الغير بالحساسية المفرطة أو بالإنغلاق أو بضيق الأفق.. ألا يبدو أقرب إلى الحكمة , التساؤل حول جدوى التعرض للمقدسات بأسلوب فيه تجريح , في مجتمع تونسي ذو خصوصيات معلومة ؟؟

ما الإضافة الحاصلة من نكت تصف الذات الإلاهية بأوصاف رخيصة ؟؟ أم أنّ الإضحاك غاية بحد ذاتها ؟؟ ألا يعتبر ذلك إضحاكا رخيصا ؟؟

ما يثير في بعض التدوينات ليس النفس الساخر.. فالسخرية من المقدس ومن السائد تعتبر من المكونات الأساسية لفعل الإضحاك.. ما يثير حقا هو السخرية المـُــــبطنة بالإستهزاء.. المشوبة بنبذ الآخر و المـُــــشبعة بالإستعلاء والتجريح .. بدون إستبلاه القارئ, فإن معاني الإزدراء واضحة و لا تتطلب كثيرا من التأويل للوقوف على سوء مغزاها.

الغريب ليس التعرض للذات الإلاهية أو لشخص الأنبياء.. بل المثير هو طريقة تناول المـُــــقدس الديني .. و حتى لا نوغل في الكلام النظري .. لنضرب مثل أحد المدونين في إحدى نكته "الطريفة" على مدونته "الهزلية" حين يقول واصفا الذات الإلاهية:

طلع قصير و مكعبر و محجم شعرو كي الجيش و لابس مريول ترجي" .."

هنا يبدو أن التهكم الرخيص من مقدس ديني بلغ أقصى حالاته.. وتحول مجرى النكتة من تشويق القارئ إلى إستفزازه بالمس من مقدساته... فـــيسري في بعض المـُـــتقبلين إحساس مفاجئ بالريبة و الإشمئزاز.

ومن المستغرب أن تكون الحرية يوما شماعة لكل سباب لعان... فهناك فاصل بسيط , لكن واضح , بين الإضحاك و قلة الإحترام ..

منطقيا, فإن كل مدون سعا لأن تكون مدونته مدرجة في إحدى مجمعات المدونات التونسية أو غيرها , فإنه قد أصبح يعرض في أفكاره على الملأ... على مجموعة من التونسيين و غيرهم من متصفحي المدونات.. و بذلك أصبحت كتاباته متوجهة - شئنا أم أبينا - إلى الآخر.. و خرجت من الدائرة الضيقة لكاتبها... خرجت لدائرة أوسع و أشمل بكثير من تلك الشلة المحدودة التي يجالسها و يخالطها المدون في حياته اليومية في العمل و في المقهى و في الخمارة وعلى شاطئ البحر.. وهي عادة شلة أنس قد تتقاسم نفس الأهواء.. و قد لا يزعجهم إن تعرضوا بسوء داخل دائرتهم الضيقة لما يقدسه الآخر.

أما على الساحة التدوينية , فالأمر أكثر تعقيدا من تلك الدائرة الضيقة التي يقاسمها المدون أفكاره في حياته اليومية... تعدد مشارب المتقبلين- في الحياة التدوينة الإفتراضية- سيكون محركا لردود فعل شاجبة لهذه التدوينات الشاذة التي يطالعنا بها البعض..

من السهل جدا أن يتم إتهام المنددين و المستغربين من هذه التدوينات الغريبة بأنهم ضيقو الأفق.. و بأنهم خوانجية أو سلفيون جدد , و بأنهم غير متعودون على ثقافة الإختلاف , و بأنهم لم يستوعبوا معنى الحرية و غيرها من التعلات الجاهزة و السطحية ... التي تدل على تعالي صاحبها و عشقه لإلقاء الدروس في الحرية و الديمقراطية و تفننه في الوقوف على الربوة...

حتى من باب البراغماتية , أليس من باب أولى أن يحاول هؤولاء الطلائعيون في شتم المقدس الديني, أن يحاولوا التعايش مع غيرهم من التونسيين المتدينين في كنف الإحترام ... و أن يتفادوا صب الزيت على النار ..على الأقل في الساحة التدوينية التي وجدنا فيها متنفسا نعوض به عن حاجة ماسة لفضاء حوار مفقود في الواقع.. أليس من باب أولى أن نوضف جهودنا في الدفاع عن مبادئ عامة, تكون ضامنا لحد أدنى من حرية التعبير للجميع ؟؟ بدل الإنغماس في صراعات جانبية هامشية جد بعيدة عن الواقع..

أليس من باب أولى توجيه جهودنا للسخرية من "المقدسات الدنيوية" التي صنعتها العقول المستكينة .. تلك المحرمات التي لو هتكت لزال الغشاء عن عشرات الأرصدة البنكية المـــتخمة بأموال الكادحين والمساكين...

أليست موجة الإعتداء على المقدس الديني مردها حالة الكبت التي يعيشها البعض و عجزهم عن تناول "المقدس الدنيوي" بسبب سطوة هذا المقدس الدنيوي و معالجته الحينية و بلا رحمة لحركات التمرد الفكري..

أليس الإعتداء على المقدس الديني ناتج عن حالة الغليان المشوب بالجبن و ضعف الحيلة حيال وضعيات إقتصادية و إجتماعية وسياسية معقدة و مخلوطة بنقص فادح في فضاءات التعبير...

هل يمكن , بكل بساطة وبدون أي حسبان, تجاوز المـُـــــكون الثقافي لشخصية التونسي ؟؟ هل يمكن بأسم الحرية أن يطالب التونسي بأن يبتدع نكتا على الذات الإلاهية كتلك التي يؤلفها الغربي عن السيد المسيح في كتاباته و في أعماله الفنية..؟؟

أليس الإرث الثقافي التونسي ( بغثه وسمينه ) , أليس مكونا مهما يفرض علينا التعامل بحذر و بروية عند التعاطي مع مثل هذه المواضيع الحساسة.؟

هل يمكن باسم الحرية و بأسم الضحك, هل يمكن أن نتجاهل بصمات الهوية الإسلامية على الوعي و على اللاوعي التونسي ؟

دون تعقيد : الإضحاك أمر نفسي و تلقائي , لكن فيه جانب ذهني عقلاني بناء .. نحن لا نطالب بوضع حدود لأي كان.. من حق أي كان أن يحاول إضحاك مجتمع المدونات.. ومن حق أي كان أن لا يضحك ... ومن حق أي كان أن يتسائل أين المضحك في ذلك.. ومن حق أي كان أن ينبه بأن في ذلك إزعاج له و مس من روحانياته... بل و من حق أي كان أن يجزم بأن ذلك الذي يرونه محاولات إضحاك : هو لب المبكيات المزعجات ..

dimanche 20 juillet 2008

عــــيــــش عيــــشـــتــــك يا عيــّـــــاش

عــــيــــش عيــــشـــتــــك يا عيــّـــــاش .. و مش لازم تلعب دور الضحية... ...

تنجـــّــم تشد قيتارتك و تتخدّر في وسط البحر و تصنع جوّك الـكــل, دون الحاجة للتهكم على الذين يــُـــولــّـــون وجوهم للسعودية أو للفاتيكان أو لأبقار الشرق الأدنى...

كيف يدعي البعض عشقه للحرية وهو يتهكم على حرية البعض في الإيمان برب أو بدين أو حتى ببقرة... أليس في حرية الإعتقاد والتدين جانب من جوانب الحرية التي نسعى لها جميعا...

ومن كان يقصد نبذ التطرف الديني , فهو بحاجة لأسلوب واضح المعالم و لا يبعث على الريبة.. و بحاجة لأن يتحاشى الخلط بين الغث و السمين ... و بحاجة لأن يتجنب التعميم الرهيب الذي قد يضعه مباشرة في خانة المتطرفين الذين يقفون على الضفة الأخرى من نهر الإنغلاق على الذات و الإدعاء بإمتلاك الحقيقة .

lundi 14 juillet 2008

الشــُـــــعبة تجوع ولا تأكل من شعبها

المـُــــتـــشــــــعــــّــبــُــــون مــــــنخرطون في الشُعبة

عـُـــــشب الخرفــــان من الـــــشـُــــــعـــبة

شعبية الشـُــعــبة تــُـــقـــــشعر

إذ يبدو أنها مـُـــتـــشـبـّــِــعـــة... بالشـــغـــــب الفكري

أما آن للــــشـُــعبة أن تــــشبع؟

أم أنّ المال الماشي للشــّــَـعــــب, الشـُـــعبة أولى بيه ؟

لا ... الشــُـــــعبة تجوع ولا تأكل من شعبها.

الشـُـــعبة تـــُــــشغــّـــل ... تــُـــشــــغـّــــل العـُــــمدة

العــُـــــــمدة عـــماد الشـُــعبة

والإطارات فخورون بالعمدة

العمدة يعرف شعاب الحومة

و الحومة بشعة بلا شعبة

الشعبة شيب و شباب

فـــمن شـــــبّ على شــُـــعبة شاب عليها

و...الشباب يتحاور :

لسنا بحاجة لـــــشــُــــعبة.