إضغط على الصورة للتكبير
كتب "صالح الحاجة" مقالا يوم 6 نوفمبر2007 بجريدة الصريح ... يـــسـُــب فيه موقع بودورو...
حسب رأيي الشخصي , ينقسم المقال إلى قسمين:
جزء أول شبه مـُـــحترم... و جزء ثاني غاطس في الرداءة حتى النـُــخاع =
الجزء الأول
بدأ الكاتب بإستعراض علاقته القوية بكل ما هـــو مكتوب... و رفضه للتعامل مع الأنترنات... ثم أنتقد من سمــّــاهم بـ "الأوباش و الأقزام و المرضى" لسوء إستعمالهم لشبكة الأنترنات لسب الناس و التهجم عليهم...
إلى هنا يبدو مقال " صالح الحاجة " عاديا و معقولا , بغض النظر عن وجاهة رأيه ... حيث يــدافـــع عن رأيه الشخصي : فهو على حد قــــوله "صامد و رافض" لأستعمال الأنترنات... و هو حـُـــر في ذلك... كما أظن أن كل عاقل , يشاطره رأيه في التنديد بالإستعمالات السلبية للأنترنات مثل التهجم و السب المجاني ...
الجزء الثاني
نأتي الآن إلى الجزء المـُـــخصص لسب مدونة بودورو ... يقول الكاتب
"لقد قيل لي أنهم يشتمون الصريح في أحد المواقع الـــــــمـــتخصصة بالكذب و البهتان و نشر الضلال و تشويه سمعة الذين يعملون و يجتهدون و يكافحون"
لقد قيل له !؟!؟... يستعرف الكاتب أنه لم يـــطـّــلع على الموقع... و أن حكمه صدر بناءا على ما بلغه من كلام منقول... بــَــلـَـــغـَــهُ كلام ... فسارع جزافا بإطلاق أحكام خطيرة... لا يبدو أنها صدرت بعد ترو أو أتزان...
هفوة صحفية رهيبة لا تستحق أي تعليق !!!
يستطرد الكاتب قوله... فيقول
"إنني بعد هذا العمر الطويل و التجربة الطويلة لم يعد يهزني مدح و لا قدح...فأنا أعرف طريقي وقد سرت فيه سنوات و سنوات و مازلت أواصل السير فيه و لقد أسس النهر مجراه... ولست بحاجة إلى رضا هؤولاء الذين تملأ الأحقاد قلوبهم فعميت بصائرهم و أبصارهم"
إنها عقلية الغرور و الرضا عن الذات : عقلية بالية تعصف بنسبة كبيرة من جـــيـــل (50-60 سنة)... جيل يتقلد اليوم أغلبية المناصب الحساسة في البلاد (طبعا دون تعميم ... فالموضوع شائك... و قد تعرض له "أزواو" في آخر تدويناته )...
و المقصود هنا ليس التعــــرض لـــفـــئة عمرية مـُــــعينة ... فالفكر المـُـــنفتح , المــُـــتقبل للآخر لم يكن يوما مرتبطا بالســـن...
المقصود هنا التعرض لبعض البيروقراطيين و المسؤولين و أشباه المـُـــثقـــفين من هذا الجيل... حيث يــُـــعتبر تصريح صالح الحاجة المذكورأعلاه...خير مـُــــلخص لـــمـــنهجــهـــم الردئ في التصرف و التفكير...
تنعكس خلفيات هذه العقلية المـــُــتكلــّـــسة بـــالسّــلب على شباب تونس اليوم... يرى البعض أن كِــبَــر ســنـّـــهم يــعـــصمـُــــهم من الخطأ و يـُــحصـّــــنـُـــهم من الهزات...فيستنكفون من مراجعة آرائهم و مواقفهم .. .و يرون في مراجعة أخطائهم ضعفا , لا يتلائم مع عمق تجربتهم في الحياة...فهم يرون أنهم " نهــــر" دافق قد أسس مجراه :)
إنها عقلية التـــحــَـجـّـُــر , التكبر و التعالي ... حيث يرى البعض في طول تجربتهم , حصانة تجعلهم في مأمن من المحاسبة و النقد... فـــتراهم في حالة دائمة من الوعظ و الإرشاد و إلقاء الدروس الفضفاضة... و لا يملون من الـــتهكم على الشباب... عقلية شكلت وقودا لصراع الأجيال... كم عانينا من هذه العقلية في المعهد !...ثم في الجامعة !...ثم في أولى خطواتنا في الحياة العملية...
عدم تقبل الإختلاف... السباب المجاني ... القذف و رمي التهم بالباطل... تلك هي السمات الأساسية التي تميز الفقرة الأخيرة...يقول صالح الحاجة:
"و بما أنهم كذلك صم بكم لا يفقهون فإنني لا ألومهم و أشفق عليهم و أتمنى لهم الشفاء العاجل...أما إذا لم يعالجوا أنفسهم و لم يظفروا بالدواء الشافي فليذهبوا الى الجحيم هم و موقعهم التافه الحقير... و لن أسمي هذا الموقع إمعانا في أحتقارهم فهم يعرفون أنفسهم فأسمهم يدل عليهم دلالة قاطعة و حاسمة و لكل أمرئ من أسمه نصيب."
... ليس القصد من هذه التدوينة أن أتعرض لشخص صالح الحاجة...بل هو تعرض لما جاء في مقاله من أفكار...لذلك لا أجد الرد المـُــناسب على هذه الفقرة...لأني لا أجد بها أية أفكار...
لكن تخامرني حالة من الحيرة و الحزن على مستوى بعض الأقلام الشبه معروفة في الصحافة التونسية... فشتم " الأعداء الإفتراضيين" على الطريقة الدونكيشوتية أصبح كـــ " الملح اللي ما يغيب على طعام " ,على أعمدة بعض الصحف التونسية...
بودورو لا تهدف للتشهير أو الإساءة لأحد ... بل هي مبادرة غــيــورة على مستوى الصحافة ببلادنا.
و إن لم يستسغ البعض أن يتعرضوا للنقد... فذلك يبدو دليلا قاطعا بأنهم دُخلاء على مهنة الصحافة...مهنة الرأي.